Posted on

محافظ أم منفتح ؟
سؤال يراود غالبية شباب الشعوب العربية أو بالتحديد شعوب الشرق الأوسط العربية وشعوب الشمال الافريقي من القارة السمراء , هل نحن شعب محافظ أم منفتح ؟ واذا كنا شعبا محافظ فلماذا اخترنا المحافظة ؟ واذا كنا العكس فلما عاكسنا ؟ وهل للحفاظ دور جوهري في تقدم الشعب أم أن الانفتاح هو المحرك الاساسي لتقدمه ؟ ثم فيما الانفتاح وفيما المحافظة ؟ هل تخصص المصطلحات أم ينظر لها بعين واسعة وشاملة ؟ ومن ذا الذي يجيب عن كل هذه الاسئلة يا ترى هل الشعوب ام ساستها ! وهل الاجابات ستكون مرضية ؟ مقبولة ام مرفوضة !
يولد الفرد في مجتمعنا الناطق بالعربية _ حتى لا أسيء لمن يحملون أعراقا مختلفة _ وهو يطبق ما رأى أمامه من سلوكيات متعددة من قبل والديه ثم ينضج قليلا ليبتدئ الخروج للبيئة المحيطة ويتوسع بدائرته ليتعرف على سلوكيات جديدة يجد من تطابقه ويجد من تتعارض مع قاعدته الاساسية التي خرج بها وهنا يبتدئ السؤال محافظ ام منفتح ؟ تستمر العملية حتى التقدم فالعمر اكثر فأكثر وتوسع الدائرة لجيران واصحاب وزملاء عمل وشركاء وطن ليدرك صاحب الاساسات ” البيتوتية ” أن ما خرج به من بيتهم يتعارض جملة وتفصيلا مع اساسات الاخرين الا في جملة بسيطة ذات وقع فضفاض * نحن شعب محافظ * دونما أدنى شرح للشروط ! لا يتواجد حتى كتيب إرشادات يمكن إتباعه لمعرفة ماهية الحفاظ وكيف يطبق , ولكننا سنلتزم وسنطبق وفقا لما سنراه أمامنا سمعنا واطعنا وطبقنا , يتوارث الامر جيلا بعد جيل دونما تغير او جدال فالعلن ولكن ما يفعل فالخفاء ينافي اصول المحافظة التي تم التوافق على تطبيقها جملة وتفصيلا ليلجأ الجميع للخلسة خشية التجريم , ولكن مؤخرا ارتفعت روح المواجهة لدى الشباب بالمنطقة واصبحت الخفايا تطبق علنا ليتم رمي سهام السؤال المفقود الاجابة أهؤلاء شباب المجتمع المحافظ ام المنفتح ؟ لتبتدئ مرحلة البحث عن حل لمعضلة السؤال , بداية لنعرف اصل المصطلحات كخطوة مبتدئة , المحافظ بضم الميم وكسر الفاء في اصل اللغة تعني الشخص المتمسك بالعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي والبعيد كل البعد عن القبول بالتجديد , أما الانفتاح في معجم المعاني الجامع تعني إمكانية تفهم الشي واتساع الفكر على تقبله .
هل من المنطق جمع رقعة جغرافية مترامية الاطراف بمصطلحات تتنافى معانيها جملة وتفصيلا مع الواقع الحقيقي لها ! ثم من ذا الذي يحدد أصول الحفاظ والانفتاح اذا كان الجميع يختلف عن الجميع في قاعدته الاساسية وهي البيت , هذا مسيحي والاخر مسلم والثالث ليس بمؤمن اساسا , والاخر يرى الدين اساس الحياة والاخر يرى الانسانية من تملك افضلية القيادة , وهناك من هو من عرق عربي واخر امازيغي والاخر كردي وذاك اشوري وتتعدد المسميات العرقية باختلافها وتنوعها , فما هو الاساس الذي تتم على اساسه عملية الجمع ؟ لا إجابة ولكننا لا زلنا نصر على الجمع نحن لا نقبل القسمة ولا الطرح ولا الضرب هو الجمع فقط من يحكمنا ولا بديل لنا سواه شئنا أم أبينا , ويبقى السؤال أنحن مجتمع محافظ أم منفتح ؟

مصدر المقال الأصلي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=601543&nm=1

اترك تعليقاً