Posted on

 ’’ اهو جي الحولي ورقة اهو جي الصنة ترقى ’’

 بهذه الأبيات تغنّى المرحوم عبد المجيد حقيق وأطرب الشارع الطرابلسي لسنوات … الفنان الرياضي … أو الرياضي الفنان… عبد المجيد محمد حقيق… رحمه الله وغفر له

وُلد عبد المجيد في بيت أستاذ التراث الشعبي الكبير الفنّان الحاج محمد حقيق رحمه الله، عام 1950 بطرابلس، وكان ترتيبه الثالث بين أشقائه وشقيقاته التسعة، ومع مطلع سنوات دراسته الإعدادية والثانوية بدأت مواهبه المتميزة تبدو واضحة من خلال مشاركاته في  برامج النشاط المدرسي الرياضية والفنية منها

وعلى الرغم من توجّهه بعد ذلك للدراسة في مجال الإدارة؛ فإنه كان حريصا على متابعة هواياته المحبّبة في تعلّم الموسيقى والعزف على آلة العود ولعب كرة القدم

 وسرعان ما استرعى الانتباه بمهاراته الفنية الكروية، فضمّه نادي الأهلي طرابلس للعب ضمن صفوفه الأولى كلاعب في خط الوسط، حيث ساهم مع بقية أفراد الفريق.. أمثال الهاشمي البهلول وحسن السنوسي ومحمد أبوغالية وعبد البارئ الشركسي وغيرهم.. ساهم في تحقيق الإنجازات الكروية للنادي الأهلي في السبعينيات

وفي خطوة مغايرة للرياضة تقدّم عبد المجيد لامتحان الملحّنين بقسم الموسيقى؛ لينجح بتقدير ممتاز عن العمل الفني الذي تقدّم به (العين تذوب من كثر السهر) ويعتمد ملحنا رسميا بالإذاعة الليبية.. ليبدأ مسيرة جديدة من العطاء الفني امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما في مجال الفنّ والإعلام.. لحّن خلالها المئات من الأعمال الغنائية الفنية المتميزة لأبرز كتّاب الأغنية والمطربين الليبيين.. وكذلك العرب في تونس ومصر

من أشهر الأغاني التي لحّنها الراحل بطابعه الشعبي الليبي، زول مناي ويا جدي الغزال، وأغنية آه يا اللي تلوموا، ومن المغرب تقوى ناره، التي غناها الراحل محمد السيليني، وكان له بصمة في تلحين أغنية السليني الشهيرة “وين سايرة يا مركبي قوليلي بحرك قوي خايف عليك تميلي” التي اشتهرت في السبعينيات

لم يهمل عبد المجيد حقيق الجانب الأكاديمي في حياته؛ فالتحق عام 1980 ببرنامج خاص لجامعة كاردف لدراسة اللغة الإنجليزية لسنة كاملة بمقاطعة ويلز البريطانية، كما أنه كان حريصا على المشاركة في العديد من الدورات التخصصية في مجال عمله لغرض التطوير من قدراته

ومن الواجبات والإنجازات الفنية والإعلامية التي أدّاها منصب المدير التنفيذي لمهرجان الأغنية العربية في دورته الثانية عشرة عام 2004، وعضو لجنة التحكيم في البرنامج الفني الكبير ستار أكاديمي بالمغرب العربي في تونس عام 2007، كما أنه ترأّس وفد ليبيا لمهرجان اليونان للفنون الشعبية المتوسطيّة

إذا ما صادف وأن شاركت في إحدى المناسبات الاجتماعية لإحدى الأسر بمدينة طرابلس، وطلّ أحدهم بكثير من الفرحة والبهجة والأناقة والابتسامة يتوقف مع كل خطوة ليسلّم على هذا ويعانق ذاك أو ليضحك لتعليق بعيد .. ويناديه الأصحاب والأحباب من هنا وهناك بصيغ المحبة والودّ والتودّد .. ( إمْجيد .. ) .. ( إمجوده .. ) .. فاعلم أنك أمام عبد المجيد حقيق الذي اعتبره العديد رمزا للفن الطرابلسي، رحل وسط حزن توشّح العاصمة وأحزن الكثيرين بفقدان معلم فني عنى للعاصمة وأهلها الكثير

 

عبد المجيد حقيق

 

اترك تعليقاً