Posted on

أطلقت مؤسسة البيان للدعم النفسي الاجتماعي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان المساحة الآمنة الرابعة على مستوى ليبيا للنساء والفتيات في الرابع من يوليو الماضي في خطوة لتوسيع نطاق المساحات الآمنة التي تقدّم الدعم النفسي الاجتماعي، ورفع القدرات للفئات المستضعفة من النساء

وتعرّف المساحات الآمنة وفق المذكرة التعريفية لصندوق الأمم المتحدة بأنها الحيز الرسمي أو غير الرسمي الذي تشعر فيه الفتاة أو المرأة بالأمان الجسدي والنفسي، ويشير مصطلح “آمن” في السياق الحالي إلى غياب الصدمات النفسية، والضغط المفرط والعنف أو الخوف من العنف أو سوء المعاملة كذلك، وتعتبر المساحات الآمنة براحاً تشعر فيه النساء والفتيات بالراحة والتمتع بحريّة التعبير عن أنفسهن دون خوف من التحيّز ضدّهنّ أو الأذى باعتبارهن المستهدفات والمستفيدات من هذه المساحات

تتمثّل الأهداف المرجوة من هذه المساحات في إعادة الاختلاط بالمجتمع بالنسبة للنساء والفتيات المستهدفات وإعادة بناء الشبكات الاجتماعية، والحصول على الدعم الاجتماعي والنفسي اللازم للمستفيدات من هذه المساحات، أيضا الدفع نحو اكتساب مهارات جديدة من خلال هذه المساحات وما تقدمه من تدريبات لبناء القدرات والتوعية كذلك.

وتعمل أيضا المساحات على ضمان الوصول إلى الخدمات الآمنة والمختصة بالاستجابة لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي أو ما يعرف بالـ GBV سواء كانت ” قانونية، استشارية، أو طبية“.

وفي العموم يتمحور عمل هذه المساحات بكافّة كوادرها على تقديم المعلومات التي تحتاجها المستفيدات فيما يتعلّق بحقوقهن كنساء واحتياجاتهنّ الصحية والخدمية بشتّى فروعها.

الدعم النفسي

انطلقت البيان كمؤسسة محلية تعنى بتقديم الدعم النفسي المتعلّق بالأمومة والطفولة ودعم النساء المعرّضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي منذ عام 2016 بمجهودات ذاتيّة وتطوعيّة، واعتمدت البيان في خدماتها على مبادئ السرية والخصوصية والاحترام والأمن والسلامة، كما تعمل المنظمة بمبدأ الشمولية لضمان وصول الخدمات لكل الفئات المستهدفة دون تخصيص أو إقصاء.

عفاف الولوال رئيسة مؤسسة البيان خلال لقائنا بها أوضّحت أهمية وجود المساحات الآمنة بقولها  “توفر البيان الدعم اللازم للنساء اللواتي يعانين من ظروف استثنائية من تعنيف أو من فقدان للدعم النفسي الضروري، وأيضا دعم النساء في بناء قدراتهنّ الحياتية عبر التدريبات المستمرة في مجالات مثل التمريض والحاسوب والخياطة ودورات محـو الأميّة والدورات الحرفية التي لامسنا أثرها في حياة هؤلاء المستفيدات”. 

وتكمل عفاف في وصف الخدمات التي تقدّم من قبل البيان داخل هذه المساحات والتي تشمل الاستشارات كذلك “تقديم الاستشارات القانونية والطبية والنفسية للمستفيدات اللواتي يقصدن البيان أو اللواتي نصل إليهن، حيث نقوم بشكل دوري ومستمر بزيارات ميدانية لأماكن مختلفة مثل دار رعاية البنات، والسجن النسائي وبعض بيوت الهجرة، ودور الطفل وكذلك دور العجز والمسنين“.

من بين مهامها تبحث مؤسسة البيان عن من يعجزن عن الوصول إليها للحصول على الخدمات التي يحتجنها خصوصا النفسية منها، تضيف عفاف ”وصلنا طيلة السنوات الماضية لأعداد كبيرة، ولبينا احتياج عدد كبير من المستفيدات، وهذا ما جعلنا نسعى لافتتاح مركز البيان قرجي كانطلاقة لتوسعة العمل الذي نقدمه“.

ستكون المساحة الجديدة في منطقة قرجي مطابقة للفرع الأول، مع العمل على إدماج نشاطات جديدة، ونقل مستوى الخدمات التي تقدمها إلى مستوى جديد.

وبحسب عفاف فإنهم يسعون لجعل الفرع الجديد نقطة استقبال لكل الفئات التي يهمها الحصول على خدمات المؤسسة، تقول عفاف ”تم تطوير المركز ليشتمل على معمل حاسوب، ومشغل خياطة متكامل، ومساحة مخصصة لجلسات الدعم النفسي المعروفة Psychological Support Session’s، وهو تطوّر حقيقي ساعد في انجاحه صندوق الأمم المتحدة للسكان“.

وسيعمل المركز الجديد على تقديم كافّة خدماته للفئات الأكثر ضعفا، والمتمثلة في المهاجرات واللاجئات والفتيات والنساء، ولن تكون المساحة فقط لتقديم التدريبات الحياتية، ولكننا أيضا سنكون مساحة آمنة تشارك فيها القاصدات مخاوفهنّ لتلقي الدعم وخلق الأمان لهنّ”.

فريق العمل.. ركيزة النجاح

مروة المدني 29 سنة وهي المسؤولة الإدارية للتنسيق في مساحة البيان الفرع الأول في منطقة فشلوم شاركتنا تجربتها كعضو في فريق البيان:

“بدأت العمل مع البيان كمتطوعة في مارس عام 2018 ثم انتقلت لأصبح مترجمة لبعض المتطلبات الإدارية للمركز، الآن أنا أحد أهم ركائز المركز التي تبنى عليه الالتزامات الإدارية، من الأشياء التي لامستها في البيان والتي ساعدت في بناء قدراتي الشخصية بالإضافة إلى العملية، أن العمل الإنساني الذي نبذله جميعنا نلاحظ أثره يوميا مع المستفيدات اللواتي يتقدّمن في حياتهنّ بمساعدة المركز وكادره”.

وتواصل مروة سرد التحديات التي واجهت البيان بفرعه الأول والتي ذللت بافتتاح الفرع الجديد ”ضيق المكان ونقص المعدات كان أبرز التحديات التي حالت بين حصول المستفيدات على الخدمة التي يطمحن لها، بالإضافة لعدم قدرة المشروع إطلاق أنشطة جديدة تساعد في رفع كفاءات المستفيدات، مثل أنشطة الحاسوب لعدم احتواء المركز على معمل حاسوب مخصص بأجهزة تواكب عملية التعلّم، كذلك توفير معمل الخياطة المتكامل هو خطوة كبيرة خصوصا وأن أغلب المستفيدات يرغبن هذه الدورة تحديدا، كما أن مساحة المركز الجديد المفتوحة ستوفّر قدرة لتنفيذ أنشطة الدعم النفسي باختلاف خصوصياتها”.

طموح نحو الأفضل

ما يزال كامل فريق البيان يعمل بجهد لتوفير أفضل سقف خدمات ممكن وتوفير الدعم والحماية اللازمة لهنّ، يطمح العاملون على المساحة الحالية إلى تطوير عملهم للوصول لأكبر عدد ممكن وأيضا توسيع نطاق نشاطهم ليصل إلى مناطق جغرافية جديدة مع الإشارة إلى أن المساحات الامنة الثلاث السابقة كانت جنوب وغرب وشرق ليبيا تحت شعار ”الدعم النفسي احتياج أساسي وليس رفاهية“.

الرابط الأصلي للمقال 

https://hunalibya.com/dammawashadda/13428/